إدارة الدراسات الإسلامية
EN ع

تاريخ القراء العشرة

تاريخ
القـراء العشـرة ورواتـهم
وتواتر قراءاتهم
ومنهج كل في القراءة
 
بقلم
الشيخ عبد الفتاح القاضي
 
1410هـ – 1989
 
 

 
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بخير وإحسان إلى يوم الدين .
وبعد: فلما كان من سنة الله تبارك وتعالى الماضية في عباده أنه سبحانه لم يرسل رسولاً إلا بلسان قومه بمقتضى قوله تعالى ) وما أرسلنا من رسول إلا لسان قومه ليبين لهم ( . وقوله تعالى ) فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون ( وكان العرب الذين أنزل إليهم القرآن الكريم مختلفي اللهجات، متعددي اللغات، متنوعي الألسن – أنزل الله تعالى كتابه على لهجات العرب ولغاتهم ليتمكنوا من قراءته، وينتفعون بما فيه من أحكام وشرائع، إذ لو أنزله تعالى بلغة واحدة – ومن أنزل إليهم مختلفوا اللغات كما سبق – لحال ذلك دون قراءته والانتفاع بهدايته، لأن الإنسان يتعذر عليه أن يتحول من لغته التي درج عليها، ومرن لسانه على التخاطب بها. منذ نعومة أظفاره، وصارت هذه اللغة طبيعية من طبائعه، وسجية من سجاياه، واختلطت بلحمه ودمه حتى لا يمكنه التقصي عنها، ولا العدول إلى غيرها، فلو كلف الله العرب مخالفة لغاتهم التي لا يستقيم لسانهم إلا عليها، ولا يتيسر نطقهم إلا بها لشق ذلك عليهم غاية المشقة.
ولكان ذلك من قبيل التكليف بما لا يدخل تحت طاقة الإنسان البشرية وقدرته الفطرية .
ولكان ذلك متنافيا ليسر الإسلام وسماحته التي تقتضي درء الحرج والمشقة عن معتنقيه.
فانقضت رحمة الله تعالى بهذه الأمة، وإرادته وضع الإصر عنها أن يخفف عليها، وأن ييسر لها حفظ كتابها، وتلاوة دستورها، لتمكن من قراءته.
والتعبد بتلاوته والانتفاع بما فيه على أكمل الوجوه وأحسنها فأنزل القرآن الكريم على لغات العرب المختلفة، ولهجاتهم المتنوعة، وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقرؤه بهذه اللهجات ليسهل على كل قبيلة تلاوته بما يوافق لهجات ويلائم لغتها.
تلقى الصحابة من سول الله صلى الله عليه وسلم – القرآن الكريم بقراءاته ورواياته، فلم يضيعوا منه جملة، ولم يغفلوا منه كلمة، ولم يهملوا منه حرفاً، بَلهَ حركة، أو سكون أو قراءة، أو رواية. ونقله عن الصحابة التابعون على هذا الوجه من الإحكام والتحرير، والإتقان والتجويد.
ثم إن جماعة من التابعين وأتباع التابعين كرسوا حياتهم، وقصروا جهودهم على قراءة القرآن وإقرائه، وتعليمه وتلقينه، وعنوا العناية كل العناية بضبط ألفاظه، وتجريد كلماته، وتحرير قراءاته، وتحقيق رواياته، وكان ذلك شغله الشاغل، وغرضهم الهادف، حتى صاروا في ذلك أئمة يقتدي بهم، ويرحل إليهم، ويؤخذ عنهم، ولتصديهم لذلك كله نسبت القراءَة إليهم فقيل: قراءَة فلان كذا، وقراءة كذا. فنسبة القراءة إليهم نسبة ملازمة ودوام، ولا نسبة اختراع وابتداع.
ومن هؤلاء الذين انقطعوا للتعليم والتلقين: القراء العشرة وهم نافع وأبو جعفر المدنيان، وأبو عمرو ويعقوب البصريان، وابن كثير المكي، وابن عامر الدمشقي، وعاصم وحمزة والكسائي الكوفيون، وخلف البغدادي.
وقد أجمع المسلمون على تواتر قراءاتهم هؤلاء الأئمة الأعلام. فقد نقلها عنهم الأمم المتعاقبة، والأجيال المتلاحقة، وأمة بعد أمة، وجيلا إثر جيل إلى أن وصلت إلينا، ولن تزال الأمم تتعاهدها وترويها وتنقلها لمن بعدها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وكل ذلك مصداق لقوله تعالى )إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون( وإنا عارضون عليك في هذا الكتاب – إن شاء الله تعالى – تاريخ كل قارئ من هؤلاء العشرة، ذاكرين لكل إمام شيوخه الذين نقل عنهم، ورواته الذين رووا عنه، وأشهر من روى قراءته ومنهج كل إمام في القراءة موجزين القول في ذلك فنقول .
 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الإمام الأول نافع المدني
ــــ
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وكنيته أبو رويم. وقيل: أبو الحسن وقيل: أبو عبدالرحمن وهو مولى" جَعْوَنَهْ" وهو في الأصل الرجل القصير، ثم سمى به الرجل وإن لم يكن قصيرا، وكان جعونه حليف حمزة ابن عبدالمطلب، وقيل: حليف العباس بن عبدالمطلب.
    ونافع أحد القراء السبعة، وكان أسود اللون، شديد السواد .
وأصله من أصبهان، وكان حسن الخلق، وسيم الوجه، وفيه دعابة. تلقى القراءة عن سبعين من التابعين منهم أبو جعفر، وشيبة بن نصاح ومسلم ابن جندب، ويزيد بن رومان، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري. وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج. وقرأ أبو جعفر على مولاه عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وعلى عبدالله بن عباس وعلى أبي هريرة. وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبيّ بن كعب. وقرأ أبو هريرة وابن عباس أيضاً على زيد بن ثابت. وقرأ زيد وأبيّ على رسول الله- صلى الله عليه وسلم –وقرأ شيبة، ومسلم، وابن رومان على عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة وسمع شيبة القراءة من عمر بن الخطاب وقرأ الأعرج على ابن عباس، وأبي هريرة وعبدالله بن عياش بن أبي ربيعة وقرأ ابن أبي ربيعة وابن عباس وأبو هريرة على أبيّ بن كعب. وقرأ ابن عباس أيضا على زيد بن ثابت. وقرأ عمر وزيد وأبيّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقراءة نافع متواترة وليس أدلّ على تواترها من أنه تلقاها عن سبعين من التابعين وهي متواترة في جميع الطبقات. ولا يقال: إنها آحادية بالنسبة للصحابة. لأنه ليس معنى نسبة القراءة إلى شخص معين – أن هذا الشخص لا يعرف غير هذه القراءة. ولا أن هذه القراءة لم ترو عن غيره. بل المراد من إسناد القراءة إلى شخص ما أنه كان أضبط الناس لها، وأكثرهم قراءة وإقراء بها. وهذا لا يمنع أنه يعرف غيرها، وأنه رويت عن غيره.
فقراءة نافع رواها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كثير من الصحابة – وإن أسندت لبعض الأفراد منهم لما تقدم – ورواها عن الصحابة كثير من التابعين. ثم رواها أمم عن أمم إلى أن وصلت إلينا، وهذا التقرير يقال في جميع قراءات الأئمة العشر، فلا داعي لتكراره.
وكان نافع إمام الناس في القراءة بالمدينة. إنتهت إليه رياسة الإقراء بها وأجمع الناس على قراءته واختياره بعد التابعين.
تصدى للإقراء والتعليم أكثر من سبعين سنة. وكان عالما بوجوه القراءات متتبعا لآثار الأئمة الماضين في بلده. قال سعيد بن منصور: سمعت مالك ابن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنة أي مختارة، فقيل له: قراءة نافع ؟ قال نعم. وروي عنه أنه كان إذا تكلم يشم من فمه رائحة المسك. فقيل له: أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس ؟ فقال: إني لا أقرب الطيب ولا أمسه ولكن رأيت فيما يرى النائم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقرأ في فيَّ فمن ذلك الوقت يشم من فمي هذه الرائحة. وقيل له: ما أصبح وجهك وأحسن خلقك فقال: كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله – صلى الله عليه وسلم - . وعليه قرأت القرآن في النوم. وكان زهداً جواداً صلى في مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ستين سنة.
قيل: لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، فقال لهم: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين .
وكان مولده في حدود سنة سبعين من الهجرة. وكانت وفاته سنة تسع وستين ومائة على الصحيح.
وروي القراءة عنه سماعا وعرضا طوائف لا يأتي عليها العد من المدينة والشام ومصر وغيرها من بلاد الإسلام.
وممن تلقوا عنه الإمامان مالك بن أنس، والليث بن سعد.
ومنهم أبو عمرو بن العلاء، والمسيبي وعيسى بن وردان، وسلمان بن مسلم بن جماز وإسماعيل ويعقوب ابنا جعفر.
وأشهر الرواة عنه اثنان، قالون وورش، وستأتي ترجمة كل منهما .
قالون
هو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبدالله الزرقي مولى بنى زهرة، ويكني" أبا موسى "ويلقب بقالون، وهو قارئ المدينة ونحويها. ويقال إنه ربيب نافع – ابن زوجته – وقد لازم نافعا كثيرا، وهو الذي لقبه بقالون، لجودة قراءته. فإن قالون بلغة الرومية جيد، وكان جد جده عبدالله من سبى الروم في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فقدم به من أسره إلى عمر بالمدينة وباعه فاشتراه بعض الأنصار، فهو مولى محمد بن محمد ابن فيروز من الأنصار.
ولد قالون سنة عشرين ومائة في أيام هشام بن عبد الملك، وقرا على نافع سنة خمسين ومائة في أيام المنصور. قال: قرأت على نافع قراءته غير مرة قيل له: كم قرأت على نافع ؟ قال مالا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة، وقال: قال لي نافع: كم تقرأ علىّ اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل لك من يقرأ عليك.
أخذ عن نافع القراءة التي تلقاها نافع من أبي جعفر، والقراءة التي اختارها نافع. وعرض القراءة أيضاً على عيسى بن وردان.
وروي القراءة عنه أناس كثيرون سردهم واحدا واحداً والإمام ابن الجزري في طبقات القراء.
قال أبو محمد البغدادي: كان قالون أصم شديد الصمم لا يسمع البوق فإذا قرئ عليه القرآن سمعه، وكان يقرئ القراء، ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة. ويردهم إلى الصواب.
وتوفى سنة عشرين ومائتين في عهد الخليفة المأمون.
 
 
 
 
ورش
هو سعيد بن سعيد بن عبدالله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم، مولى لآل الزبير ابن العوام، وكنيته أبو سعيد، ولقبه ورش.
ولد سنة عشر ومائة بقفط بلد من بلاد صعيد مصر، وأصله من القيروان، ورحل إلى الإمام نافع بالمدينة فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة، وكان أشقر، أزرق العينين ابيض اللون قصيراً وكان إلى السمن أقرب منه إلى النحافة. قيل إن لقبه بالورشان ( بفتح الواو والراء طائر يشبه الحمامة) لخفة حركته وكان على قصره يلبس ثيابا قصارا، فإذا مشى بدت رجلاه. وكان نافع يقول هات ياورشان، اقرأ يا ورشان، أين الورشان ؟ ثم خفت فقيل ورش، وقيل إن الورش شئ يصنع من اللبن، لقب به لبياضه.
وهذا اللقب لزمه حتى صار لا يعرف إلا به، ولم يكن شئ أحب إليه منه فيقول: أستاذي سماني به.
انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه لا ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية، ومعرفته بالتجويد، وكان حسن الصوت جيد القراءة، لا يمله سامعه.
يقال إنه قرأ على نافع أربع ختمات في شهر ثم رجع إلى بلده. وله اختيار خالف فيه شيخه نافعا.
وتوفى ورش بمصر في أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة.
 
  
منهج نافع في القراءة
 
لنافع في القراءة اختياران، أو منهجان، أقرأ قالون بأحدهما وورشا بالآخر.
 
 
 
منهج قالون
1-    إثبات البسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله ثلاثة أوجه، القطع، السكت، الوصل، والثلاثة من غير بسملة.
2-    ضم ميم الجمع مع صلتها بواو إن كان بعدها حرف متحرك سواء كان همزة أم غيرها نحو )سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون( وله القراءة بسكون الميم أيضاً، فله في هذه الميم الوجهان الصلة والسكون.
3-    قصر المد المنفصل وتوسطه نحو يأيها، وفي أنفسكم، قوا أنفسكم. ومقدار القصر حركتان والتوسط أربع حركات .
4-    تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما بمقدار حركتين – سواء كانت الهمزة الثانية مفتوحة نحو ءأنتم. أم مكسورة نحو أئنكم. أم مضمومة نحو أؤنبئكم.
5-    إسقاط الهمزة الأولى من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين بأن تكون الهمزة الأولى آخر الكلمة الأولى والهمزة الثانية أول الكلمة الثانية وهذا إذا كانت الهمزتان متفقتي الحركة مفتوحتين نحو )ثم إذ شاء أنشره( . فإذا كانتا متفقتي الحركة مكسورتين نحو )هؤلاء إن كنتم( أو مضمومتين وذلك في قوله تعالى )وليس له من دونه أولياء أولئك( فإنه يسهل الهمزة الأولى وليس له في الهمزة الثانية في الأحوال الثلاث إلا التحقيق .
أما إذا كانت الهمزتان مختلفتي الحركة فإنه يسهل الثانية منهما بين بيْن إذا كانت مكسورة والأولى مفتوحة نحو )وجاء إخوة يوسف(. أو كانت مضمومة والأولى مفتوحة وذلك في) كلما جاءت أمة رسولها( بالمؤمنين ، ويبدلها ياء خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مكسورة نحو )من السماء آية( ويبدلها واو خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مضمومة نحو )لو نشاء أصبناهم( ويسهلها بين بيْن أو يبدلها واواً إذا كانت مكسورة والأولى مضمومة نحو )يهدي من يساء إلى( وليس له في الأولى من المختلفتين في الأنواع المذكورة إلا التحقيق .
6-إدغام الذال في التاء في اتخذتم، أخذتم، لاتخذت، أخذت، ونحو ذلك.
7- تقليل ألف لفظ التوراة بخلف عنه في جميع القرآن الكريم . إمالة ألف لفظ )هار( في )شفا جرف هار(في سورة التوبة. ولا إمالة إلا في هذه الكلمة.
8- فتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة مفتوحة نحو إني أعلم، أو مكسورة نحو )فتقبل منى إنك( أو مضمومة نحو: إني أريد، أو كان بعدها أداة التعريف نحو )لا ينال عهدي الظالمين( على تفصيل في ذلك يعلم من كتب الفن.
9- إثبات بعض الياءات الزائدة – في الوصل نحو )يوم يأت( في هود، )ذلك ما كنا نبغ( في الكهف، وحصر هذه الياءات مثبت في كتب القراءات.
 
منهج ورش في القراءة
1-    له بين كل سورتين ثلاثة أوجه، البسملة، السكت، الوصل والوجهان بلا بسملة. وله بين الأنفال وبراءة ما لقالون.
2-    له في المدين المتصل والمنفصل الإشباع بقدر ست حركات. وله في مد البدل نحو آمنوا، وإيمانا، أوتوا. ثلاثة أوجه القصر بمقدار حركتين. والتوسط بمقدار أربع حركات، والمد بمقدار ست حركات، وله في حرف اللين الواقع قبل الهمزة نحو شيئاً، وسوءة التوسط والمد، وليس في القراء من يقرأ بالتوسط والمد البدل واللين غيره .
3-     يقرأ الهمزتين المجتمعتين في كلمة بتسهيل الثانية منهما بين بيْن من غير إدخال وبإبدال حرف مد ألفا إذا كانت مفتوحة أما إذا كانت مكسورة أو مضمومة فليس له فيها إلا التسهيل .
4-     يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وله إبدالها حرف مد أما الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المختلفتان في الحركة فيقرأ الثانية منهما كقالون.
5-    يبدل الهمزة الساكنة حرف مد إذا كانت فاء الكلمة نحو يؤمن إلا ما استثنى. ويبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واو إذا كانت فاء للكلمة نحو مؤجلا.
6-             يضم ميم الجمع ويصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو ومنهم أميون.
7-    يدغم دال قد في الضاد نحو فقد ضل، وفي الظاء نحو فقد ظلم ويدغم تاء التأنيث في الظاء نحو كانت ظالمة، ويدعم الذال في التاء في أخذتم ونحوه.
8-     يقرأ بتقليل الألفات من ذوات الياء بخلف عنه نحو الهدى – الهوى ويقللها قولا واحداً إذا وقعت بعد راء نحو اشترى، النصارى. ويقلل الألفات الواقعة قبل راء مكسورة متطرفة نحو الأبرار، الأشرار، أبصارهم ديارهم.
9-             يرقق الراء المفتوحة نحو خيراً، والمضمومة نحو خير بشروط دونها العلماء في الكتب.
10-   يغلظ اللامات المفتوحة إذا وقعت بعد الصاد المفتوحة نحو الصلاة. أو الساكنة نحو يصلي، أو وقعت بعد الطاء المفتوحة نحو وبطل. أو الساكنة نحو مطلع، أو وقعت بعد الظاء المفتوحة نحو ظلم، أو الساكنة نحو ولا يظلمون. وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره.
11-   يشترك مع قالون في ياءات الإضافة فيفتح ما يفتحه قالون منها ويسكن ما يسكنه منها وهناك ياءات يفترقان فيها قد بينها العلماء في المصنفات.
12-   يشترك مع قالون في الياءات الزائدة فيثبت منها ما يثبته قالون منها، ويحذف ما يحذفه منها إلا مواضع افترقا فيها بينت في محالِّها.
 
 
الإمام الثاني ابن كثير المكي
ــــــــ
هو عبدالله بن كثير بن عمرو بن عبدالله بن زاذان لن فيروز بن هرمز وكنيته أبو معبد. ويقال له الداري نسبة إلى بني عبد الدار، وقال بعضهم قيل له الداري لأنه كان عطاراً والعرب تسمى العطار داريا نسبة إلى دارين. وضع بالبحرين يجلب منه الطيب.
ولد بمكـة سنة خمسين وأربعين، وكان طويلا جسيما أسمر اللون، أشهل([1])– وتابعي جليل – لقى من الصحابة بمكة عبدالله بن الزبير، وأبا أيوب الأنصار، وأنس بن مالك، ومجاهد بن جبر، ودرباس مولى عبدالله بن عباس. وروى عنهم. العينينأبيض الرأس واللحية، وكان يخضبها أحيانا بالحناء، وكان فصيحاً سليغاً مفوهاً، وعليه السكينة والوقار، وهو أحد القراء السبعة
وتلقى القراءة عن أبي السائب عبدالله بن السائب المخزومي، وعلى أبي الحجاج مجاهد بن جبر المكي . وعلي درباس مولى ابن عباس. وقرأ ابن السائب على أبىّ بن كعب وعمر بن الخطاب وقرأ مجاهد على عبدالله بن السائب وعبدالله بن عباس وقرأ درباس على عبدالله بن عباس، وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب وزيد بن ثابت. وقرأ أبيّ وزيد وعمر على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
وكان قاضي الجماعة بمكة، وإمام الناس في القراءة بها، لم ينازعه فيها منازع.
وروى عنه القراءة إسماعيل بن عبدالله القُسْط، وإسماعيل بن مسلم، وحماد ابن سلمة، والخليل بن أحمد، وسليمان بن المغيرة، وشبل بن عباد، وعبد الملك ابن جريج، وابن أبي مليكة، وسفيان بن عيينة، وأبو عمرو بن العلاء، وعيسى ابن عمر، ونقل الإمام الشافعي قراءة ابن كثير وأثنى عليها، وقال: قراءتنا قراءة   عبد الله بن كثير وعليها وجدت أهل مكة .
قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير، قال نعم، ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد.
قال ابن مجاهد: ولم يزل عبدالله بن كثير هو الإمام المجمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومائة بمكة رضي الله تعالى عنه. قيل إنه أقام مدة بالعراق ثم عاد إلى مكة ومات بها وأشهر من روى قراءته البزي وقنبل وهاك ترجمة كل منهما .
 
البزى
 
هو أحمد بن محمد بن عبدالله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة فهو منسوب إلى جده الأعلى أبي بزه واسم أبي بزة بشار. فارس من أهل همذان. أسلم على يد السائب بن أبي السائب المخزومي. والبزة الشدة، وكنية البزى أبو الحسن، ولد سنة سبعين ومائة بمكة، وهو أكبر من روى قراءة ابن كثير. رواها عن عكرمة بن سليمان عن إسماعيل بن عبدالله القسط، وعن شبل ابن عباد عن ابن كثير، ولم ينفرد البزى برواية قراءة ابن كثير، بل رواها معه جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب، لكنة كان أشهر الرواة وأميزهم وأعدلهم. وهو أستاذ محقق ضابط متقن للقراءة ثقة. انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة، وكان مؤذن المسجد الحرام وإمامه أربعين سنة وقرأ عليه كثيرون منهم الحسن بن الحباب. وأبو ربيعة. وأحمد بن فرح، ومحمد بن هرون ومحمد بن عبدالرحمن الشهير بقنبل وهو الراوي الثاني لقراءة ابن كثير. وستأتي ترجمته قريبا، وتوفى البزي بمكة سنة خمسين ومائتين عن ثمانين سنة.
قنبل
هو محمد بن عبدالرحمن بن خالد بن محمد بن سعيد المخزومي المكي، وكتب أبو عمرو، ولقبه قنبل. واختلف في سبب تلقبه بهذا اللقب، فقيل لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة . وقيل لاستعماله دواء يقال له قنبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تخفيفا .
ولد بمكة سنة خمس وتسعين ومائة، وأخد القراءة عرضا عن أحمد بن محمد بن عون النبال، وأحمد البزي المتقدم ذكره، وعلى ابي الحسن أحمد القواس، وعلى أبي الإخريط وهب بن واضح، وعلى إسماعيل ابن شبل، ومعروف بن مشكان عن ابن كثير.
وكان قنبل إماما في القراءة متقنا ضابطاً انتهت إليه رياسة الإقراء بالحجاز، وهو من أجل من روى قراءة ابن كثير وأوثقهم، وقدم البزى عليه لأنه أعلى سنداً منه إذ هو مذكور فيمن تلقى عنهم قنبل. قال أبو عبدالله القصاع. وكان قنبل على الشرطة بمكة لأنه كان لا يليها رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون على حق وصواب فيما يباشره من الحدود والأحكام قولوها قنبلا لعلمه وفضله عندهم. وكان ذلك في وسط عمره فحمدت سيرته. وروى القراءة عنه عرضا أناس كثيرون، منهم أبو ربيعه محمد بن إسحاق وهو من أجل أصحابه ومحمد بن عبدالعزيز بن عبدالله بن الصباح، وأحمد بن موسى بن مجاهد مؤلف كتاب (السبعة) ومحمد بن أحمد بن نبوذ وعبدالله بن جبير وهو من أقرانه.
قيل إنه لما طعن في السن قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين، وقيل بعشر سنين. وتوفى سنة إحدى وتسعين ومائتين عن ست وتسعين سنة بمكة.
 
منهج ابن كثير في القراءة
1-             يبسمل بين كل سورتين إلا الأنفال والتوبة فكقالون.
2-             يضم ميم الجمع ويصلها بالواو إن كان بعدها متحرك بلا خلف عنه.
3-    يصل هاء الضمير بواو إن كانت مضمونة وقبلها حرف ساكن وبعدها حرف متحرك نحو )منه آيات( ويصلها بباء إن كانت مكسورة وقبلها ساكن وبعدها متحرك نحو )فيه هدى(.
4-             يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل قولا واحدا.
5-             يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة من غير إدخال ألف بينهما.
6-    يختلف روياه في الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتي الحركة فالبزي يقرأ كقالون أعنى بإسقاط الأولى إن كانتا مفتوحتين وبتسهيلها إن كانتا مكسورتين أو مضمومتين. وقنبل يقرأ بتسهيل الثانية أو إبدالها حرف مد كورش أما مختلفتا الحركة فابن كثير من روايتيه بغير الثانية منهما كما يغيرها قالون وورش.
7-    يفتح ياءات الإضافة إذا كان بعدها همزة قطع مفتوحة أو همزة وصل مقرونة بلام التعريف أو مجرد منها على تفصيل يعلم من المؤلفان.
8-    يثبت بعض الياءات الزائدة وصلا ووقفا وقد تكفل علماء القراءات ببيانها وينبغي أن يعلم أن الخلاف بين راويي ابن كثير (البزى وقنبل) إنما هو في كلمات قليلة مبينة في كتب القراءات منثورها ومنظومها.
9-             يقف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء – بالهاء نحو )رحمت الله وبركاته(،)وجنت نعيم(.
 
  
الإمام الثالث أبو عمرو بن العلا البصري
ــــــ
هو زبَّان بن العلاءِ بن عمار بن العريان بن عبدالله بن الحسين بن الحارث ابن جهلمة ينتهي نسبه إلى عدنان، وهو الإمام السيد أبو عمرو التميمي المازني البصري أحد القراء السبعة ولد بمكة سنة سبعين وقيل سنة ثمان وستين ونشأ بالبصرة وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة، وقرأ بالكوفة والبصرة على جماعات كثيرة، فليس في القراء السبعة أكثر شيوخا منه سمع أنس بن مالك وغيره من الصحابة، فلذلك عدمن التابعين ويوثقه أهل الحديث ويصفونه بأنه صدوق وقرأ على الحسن بن أبي الحسن البصري وعلى أبي جعفر وحميد بن قيس الأعرج المكي وأبي العالية ويزيد بن رومان وشيبة ابن نصاح وعاصم بن أبي النجود. وعبدالله بن كثير وعبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي. وعطاء بن أبي رباح. وعكرمة بن خالد المخزومي. وعكرمة مولى ابن عباس ومجاهد بن جبر ومحمد بن محيصن ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر. وسعيد بن جبير، وقرأ الحسن على حطان بن عبدالله الرقاشي، وأبي العالية الرياحي. وقرأ حطان على أبي موسى الأشعري وقرأ أبو العالية على عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت. وابن عباس، وسيأتي سند أبي جعفر وقرأ حميد على مجاهد وتقدم سنده في قراءة ابن كثير، وتقدم سند يزيد ابن رومان وشيبة في قراءة نافع. وسند عبدالله بن كثير، وسيأتي سند عاصم ابن أبي النجود. وقرأ عبدالله بن أبي إسحاق على يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم. وقرأ عطاء علي أبي هريرة وتقدم سنده، وقرأ عكرمة بن خالد على أصحاب ابن عباس وقرأ عكرمة مولى ابن عباس على ابن عباس وقرأ ابن محيصن على درباس ومجاهد وتقدم سندهما. وقرأ نصر بن يحيى بن يعمر على أبي الأسود وقرأ أبو الأسود على عثمان وعلي – رضي الله عنهما -.
وقرأ أبو موسى الأشعري وعمر بن الخطاب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعثمان وعلي رضي الله عنهم على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
وكان أبو عمرو لجلالته لا يسأل عن اسمه، وكان من أشراف العرب ووجوهها. مدحه الفرزدق وعيره من الشعراء، وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية. وأيام العرب والشعر، مع الصدق والثقة والأمانة والدين، قال الأصمعي قال لي أبو عمرو: لولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت كذا وكذا من الحروف كذا وكذا. وروي عنه الأصمعي أيضاً أنه قال ما رأيت أحدا قبلي أعلى منى قال الأصمعي: وأنا لم أرى بعده أعلم منه، وكان يونس بن حبيب النجوى يقول: لو كان هناك أحد ينبغي أن يؤخذ بقوله في كل شئ لكان ينبغي أن يؤخذ بقول أبي عمرو بن العلاء. وقال ابن كثير في البداية والنهاية كان أبو عمرو علامة زمانه في القراءات والنحو والفقه، ومن كبار العلماء العالمين، وكان إذا دخل شهر رمضان لم بتم فيه بيت شعر حتى ينسلخ إنما كان يقرأ القرآن . وقال أبو عبيدة : كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها وتفرغ للعبادة وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث ليال.
وروي عنه القراءة عرضا وسماعا أناس لا يحصون كثرة، منهم أبو زيد سعيد بن ... ، وسلام بن سليمان الطويل ، وسهل بن يوسف ، وشجاع ... البلخي، والعباس بن الفصل، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وسيبويه ويونس بن حبيب شيخا النحاة، وأخذ عنه النحو يونس بن حبيب، وسيبويه والخليل بن أحمد ويحيى واليزيدى. وأخذ عنه الأدب وغيره طائفة منهم أبو عبيدة معمر بن المثنى والأصمعي ومعاذ بن مسلم النحوي.
ويروي بعض المؤرخين عن أبي عمرو أنه قيل له: متى يحسن بالمرء أن يتعلم ؟ فقال: ما دامت الحياة تحسن به.
وكان نقش خاتمه ( وإن امرأ دنياه أكبر همه – لمستمسك منها بحبل غرور وعن الأخفش قال: مرَّ الحسن البصري بأبي عمرو وحلقته متوافرة، والناس عكوف على درسه، فقال الحسن: من هذا ؟ فقالوا: أبو عمرو فقال: لا إله إلا الله كاد العلماء أن يكونوا أربابا، ثم قال الحسن البصري: كل عز لم يوطد بعلم فإلى ذل يئول.
وعن سفيان بن عيينة قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت له يا رسول الله قد اختلفت على القراءات، فبقراءة من تأمرني ( فقال اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلا وتوفى أبو عمرو بالكوفة سنة أربع وخمسين ومائة على قول أكثر المؤرخين وقد قارب التسعين.
قال أبو عمرو والأسدي لما أتى نعي أبي عمرو وأتيت أولاده أعزيهم: فبينما أنا عندهم إذا أقبل يونس بن حبيب فقال نعزيكم ونعزي أنفسنا في من لا نرى شبها له آخر الزمان، والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهادا.           
والله لو رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لسره ما هو عليه.
وأشهر من روى قراءته حفص الدوري والسوسي. وهاك ترجمة كل منهما.
 
حفص الدوري
هو حفص بن عمرو بن عبد العزيز بن صبهان بن عدى بن صُبهان الدوري الأزدي البغدادي، النحوي المقرئ الضرير راوي الإمامين، أبي عمرو والكسائي وكنيته أبو عمر، ونسب إلى الدور، موضع ببغداد، ومحله بالجانب الشرقي منها. ولد سنة خمسين ومائة في الدور في أيام المنصور. وقرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع، وقرأ على نافع أيضاً، وقرأ على يعقوب بن جعفر عن بن جماز عن أبي جعفر, وقرأ على سليم عن حمزة وعلي محمد بن سعدان عن حمزة وقرأ على الكسائي. وعلى يحيى بن المبارك اليزيدي. وهو ثقة ثبت كبير ضابط، وكان إمام القراء في عصره، وشيخ الناس خصوصا أهل العراق في زمانه. وهو أول من جمع القراءات وصنف فيها. فقال الأهوازي: إنه رحل في طلب القراءات وقرأ بسائر الحروف متواترها وصحيحها وشاذها وسمع من ذلك شيء كثيرا وقصده الناس من الآفاق لعلو سنده وسعة علمه ومن مصنفاته: ما اتفقت ألفاظه ومعانية من القرآن، أحكام القرآن والسنن، فضائل القرآن، أجزاء القرآن.
وروى القراءة عنه كثيرون منهم أحمد بن حرب شيخ المطوعي، وأبو جعفر أحمد بن فرح المفسر، وأحمد بن يزيد الحلواني. والحسن بن علي ابن بشار بن العلاف.
وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير، عمر بن محمد بن برزة الأصفهاني.
ومحمد بن أحمد البرمكي، ومحمد بن حمدون القطيعي، وأبو عبدالله الحداد.
وروى عنه بعض الأحاديث ابن ماجه في سننه، وأبو حاتم وقال: صدوق قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب هن أبي عمر الدوري وطال عمره في القراءة والإقراء، والأخذ والتلقين. والمنتفع الناس بعلمه في سائر الآفاق حتى توفى في شوال سنة ست وأربعين ومائتين في عهد المتوكل.
 
السوسي
هو صالح بن زياد بن عبدالله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود السوسي([2]) الرَّقِّي([3] )أبو شعيب. مقرئ ضابط ، محرر، ثقة، أخد القراءة عرضا وسماعا على أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، وهو من أجل أصحابه وأكبرهم.
وروى عنه القراءة ابنه محمد، وموسى بن جرير النحوي، وعلى بن محمد السعدي، ومحمد بن إسماعيل القرشي، وموسى بن جمهور، وأحمد بن شعيب النسائي الحافظ وآخرون.
وتوفى بالرقة أول سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب التسعين كما في النشر لبن الجزري.
 
 
منهج ابي عمرو في القراءة
1- له بين كل سورتين البسملة، السكت، الوصل، سوى بين الأنفال وبراءة فله القطع، السكت، الوصل، وكل منها بلا بسملة.
2- له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو الرحيم ملك. والمتقاربين نحو وشهد شاهد. والمتجانسين نحو ربكم أعلم بكم بشروط مخصوصة.
3- له في المد المتصل من الروايتين، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري. والقصر فقط من رواية السوسي.
4-      يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.
5- يسهل الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وبغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير.
6-      يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو المؤمنون، الذئب، اطمأننتم. سوى ما استثناه له أهل الأداء.
7- يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو إذ دخلوا، ودال قد في حروف معينة نحو فقد ظلم، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو كذبت ثمود. ولام هل في هل ترى من فطور بالملك، فهل ترى لهم من باقية بالحاقة، ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو فنبذتها، عُذْت، ومن يرد ثواب.
8- يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت فيها الألف على وزن فعلي يفتح الفاء نحو السلوى، أو كسرها نحو سيماهم، أو ضمها نحو المثلى. ويميل الألفان من ذوات الياء إذا وقعت بعد راء نحو اشترى، الذكرى النصارى ويميل الألفات التي وقعت بعدها راء مكسورة متطرفة نحو وعلى أبصارهم، من ديارهم ويميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو ( إن كتاب الأبرار)( من الأشرار). ويميل ألف لفظ الناس المجرورة من رواية الدوري.
9-      يقف على التاءَات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو( بقيت الله خير لكم) ( إن شجرت الزقوم).
10-يقف ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة نحو إني أعلم أو مكسورة نحو فإنه منى إلا من اغترف غرفة بيده، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو لا ينال عهدي الظالمين، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو هرون أخي أشدد. على تفصيل يعلم من كتب الفن.
11-يثبت بعض ياءات الزوائد وصلا نحو( أجيب دعوة الداع إذا دعان) (ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام).
 
 
الإمام الرابع عبدالله بن عامر الشامي
ــــــــ
هو: عبدالله بن عامر بد مزيد بن مزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر اليحصبي– بتثليث الصاد – نسبة إلى يحصب بن دمعان وكنيته أبو عمران أسنُّ القرّاءة السبعة وأعلاهم سندا ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة. وقبل سنة ثمان منها, وقرأ على أبي هاشم المغيرة بن أبي شهاب عبدالله بن عمرو بن المغيرة المخزومي بلا خلاف عند المحققين، وعلى أبي الرداء عويمر بن زيد بن قيس كما قطع به الحافظ أبو عمر والداني وقرأ للمغيرة على عثمان بن عفان، وقرأ أبو الدرداء وعثمان على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد ثبت سماعه القرآن والحديث عن جماعة من الصحابة منهم النعمان بن بشير، ومعاوية بن أبي سفيان، وفضالة بن عبيد، فهو من التابعين: وهو إمام أهل الشام في القراءة والذي إليه انتهت مشيخة الإقراء بها بعد وفاة أبي الدرداء أَمَّ المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في عهد عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده، فكان عمر يأتم به وهو أمير المؤمنين وناهيك بذلك منقبة.
ولجلالته في العلم والإتقان جمع له الخليفة بين القضاء والإمامة ومشيخة الإقراء بدمشق، ودمشق حينئذ دار الخلافة ومحط رجال العلماء والتابعين فأجمع الناس على قراءته وعلى تلقيها بالقبول وهم الصدر الأول وأفاضل المسلمين.
روى القراءة عنه عرضا يحيى بن الحارث الذماري وهو الذي خلفه في القيام بها والإقراء لها، وأخوه عبد الرحمن بن عامر، وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة وإسماعيل بن عبدالله أبي المهاجر، وسعيد بن عبد العزيز وخلاد بن يزيد بن صبيح المري ويزيد بن أبي مالك وغيرهم وتوفى بدمشق يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة ومائة. وأشهر من روى قراءته هشام وابن ذكوان وهاك ترجمتهما:
 
 
هشام
هو هشام بن عامر بن نصير بن ميسرة السلمي الدمشقي وكنيته أبو الوليد ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة أيام المنصور.
قرأ على عراك المري وأيوب بن تميم وغيرهما عن يحيى الذماري عن عبدالله بن عامر بسنده إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وروى الحروف عن عتبة ابن حماد وعن أبي دحية معلى بن دحية عن نافع. وروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عينية ومسلم بن خالد الزنجي وغيرهم. وهو إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة. وكان نصيحاً علامة واسع العلم والرواية والدراية قال عبدان الأهوازي سمعته يقول: ما أعددت خطبة منذ عشرين سنة وقال أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني لما توفى أيوب بن تميم كانت الإمامة في القراءة إلى رجلين هشام وابن ذكوان وقال أيضاً الأصبهاني رزق هشام كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث.
وروى عنه بعض أهل الحديث ببغداد أنه قال: سألت ربي – عز وجل – سبع حوائج فقضى لي ستا منها، ولا أدرى ما هو صانع في السابعة . سألته أن يجعلني مصدقا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ففعل وسألته أن يرزقني الحج ففعل. وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل. وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل. وسألته أن يجعل الناس يفدون إلىّ في طلب العلم ففعل. وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل. وأما السابعة التى لا أدرى ما هو صانع فيها فسألته أن يغفر لي ولوالدي. وروى القراءة عنه أبو عبيد القاسم بن سلاّم وأحمد بن يزيد الحلواني. وموسى بن جمهور، والعباس بن الفضل. وأحمد بن النضر. وهارون بن موسى الأخفش.
وروى عنه الحديث البخاري في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجه في سنتهم وحدث عنه الترمذي وجعفر الغرياني وأبو زرعة الدمشقي قال يحيى ابن معين ثقة، وقال الدارقطني صدوق كبير المحل.
وتوفى هشام سنة خمسين وأربعين ومائتين.
ابن ذكوان
هو عبدالله بن أحمد بن بشر– ويقال بشير – بن ذكوان بن عمرو، وكنيته أبو محمد وقيل أبو عمرو الدمشقي.
ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة.
أخذ القراءة عرضا على أيوب بن تميم، قال أبو عمرو وقرأ على الكسائي حين قدم الشام، يقول ابن ذكوان: أقمت عند الكسائي سبعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة.
وروى الحروف سماعا عن إسحاق بن المسيبي عن نافع.
وهو إمام شهير ثقة شيخ الإقراء بالشام وإمام لجامع دمشق. انتهت إليه مشيخة الإقراء بدمشق بعد هشام. وقال أبو زرعة الدمشقي: لم يكن بالعراق ولا بالشام ولا بالحجاز ولا بمصر ولا بخرسان في زمن ابن ذكوان أقرأ عندي منه وألف كتاب (أقسام القرآن وجوبها) وكتاب (ما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه) .
روى عنه القراءة ابنه أحمد وأحمد بن أنس وإسحاق بن داود.
وأبو زرعة عبدالرحمن بن عمرو والدمشقي وعبدالله بن عيسى الأصبهاني ومحمد بن إسماعيل الترمذي ومحمد بن موسى الصوري وهرون بن موسى الأخفش وآخرون.
وتوفى يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله وأثابه.
منهج ابن عامر في القراءة
1-             له بين كل سورتين ما لأبى عمرو.
2-             له التوسط في المدين المتصل والمنفصل.
3-    له في الهمزة الثانية من الهمزتين الملتقيتين في كلمة التسهيل والتحقيق مع الإدخال، إذا كانت مفتوحة، وله التحقيق مع الإدخال، وعدمه إذا كانت مكسورة أو مضمومة. وهذا كله لهشام أما ذكوان فيقرأ كحفص.
4-             يغير الهمز المتطرف عند الوقف على تفصيل في ذلك يعلم من محله وهذا لهشام وحده.
5-    يدغم من رواية هشام ذال إذ في بغض الحروف نحو إذ تبرأ الذين اتبعوا، وبدعم من الروايتين الدال في الثاء نحو ومن يرد ثواب، والثاء في الثاء في لبثت ولبثتم حيث وقعا، والذال في التاء في أخذتم وأخذت واتخذتم كيف وقعت.
6-    ويميل من رواية هشام ألف إناه في (غير ناظرين إناه) في الأحزاب وألف (ومشارب) في يس، وألف (عابدون وعابد) في الكافرون وألف آنية في تسقى من عين آنية في الغاشية.
7-             يقرأ من رواية هشام لفظ إبراهيم في بعض المواضع بفتح الهاء وألف بعدها.
8-    يميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية: جاء شاء، زاد حيث وقعت وكيف وردت، حمارك، المحراب، إكراههن، كمثل الحمار، والأكرام، عمران .
9-             يقرأ من رواية ابن ذكوان (وإن إلياس) في الصافات بوصل الهمزة.
 
 الإمام الخامس عاصم بن أبي النجود الكوفي
ــــــــــ
 
هو عاصم بن أبي النجود (بفتح النون وضم الجيم)، وقيل اسم أبيه عبدالله وكنيته أبو النجود. واسم أم عاصم (بهدلة) ولذلك يقال له عاصم بن بهدلة.
وكنيته أبو بكر. وهو أسدي كوفي، وأحد القراء السبعة، وتابعي جليل فقد حدث عن أبي رمثة رفاعي التميمي، والحارث بن حسان البكري وكان لهما صحبة. أما حديثة عن أبي رمثة فهو في مسند الإمام أحمد بن حنبل وأمام حديثة عن الحارث فهو في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام .
وقرأ عاصم على أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب بن ربيعة السلمي الضرير وعلى أبي مريم زر بن حبيش بن حُباشة الأسدي، وعلي أبي عمرو يعد بن إلياس الشيباني. وقرأ هؤلاء الثلاثة على عبدالله بن مسعود وقرأ زر والسلمي أيضاً على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب.
وقرأ السلمي أيضاً على أبي بن كعب وزيد بن ثابت، وقرأ أبن مسعود وعثمان وعلي وأتى وزيد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم –.
وعاصم هو الإمام الذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبدالرحمن السلمي ورحل إليه الناس للقراءة من شئ الآفاق. بين الفصاحة والتجويد، والإتقان والتحرير، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن. قال أبو بكر ابن عياش– وهو شعبة –لا أحصى ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود، وكان عالما بالسنة لغويا نحويا فقيها.
وقال يحيى بن آدم حدثنا حسن بن صالح قال، ما رأيت أحداً قط أفصح من عاصم إذا تكلم كاد يدخله خيلاء، وقال أبو بكر بن عياش: قال لي عاصم مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا وقال حماد بن سلمة رأيت حبيب بن الشهيد، ورأيت عاصم بن بهدلة يعقد أيضا ويصنع مثل صنيع شيخه عبدالله بن حبيب السلمي.
وروى القراءة عن حفص بن سليمان، وأبو بكر شعبة بن عياش، وهما أشهر الرواة عنه، وأبان بن تغلب، وحماد بن مهران الأعمش، وأبو المنذر سلامة ابن سليمان، وسهل بن شعيب، وشيبان بن معاوية وخلق لا يحصون، وروى عنه حرفا من القرآن أبو عمرو بن العلا والخليل بن أحمد، وحمزة الزيات.
سئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال: رجل صالح خير ثقة ووثقه أبو زرعة وجماعة وقال أبو حاتم محله الصدق وحديثه مخرج في الكتب الستة.
قال شعبة: دخلت على عاصم وقد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) يحققها كأنه في الصلاة لأن تجويد القراءة صار فيه سجية.
توفى آخر سنة سبع وعشرين ومائة بالكوفة.
وهاك ترجمة راوييه حفص وشعبة.
 
شعبة
هو شعبة بن عياش بن سالم الحناط الأسدي النهشلي الكوفي وكنيته أبو بكر ولد سنة خمس وتسعين من الهجرة.
عرض القرآن على عاصم أكثر من مرة وعلى عطاء بن السائب، وأسلم المنقري وعمر دهرا طويلا إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنبن.
وكان إماما كبيرا عالما عاملا حجة من كبار أهل السنة وكان يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو لله لا نجالسه ولا نكلمه.
وعرض عليه القرآن أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى، وعبد الرحمن ابن أبي حماد ويحيى بن محمد العليمي وعروة بن محمد الأسدي، وسهل بن شعيب وغيرهم.
وروى عنه الحروف سماعا من عرض إسحاق بن عيسى. وإسحاق بن يوسف الأزرق وأحمد بن جبر، وعبد الجبار بن محمد العطاري وعلي بن حمزة الكسائي ويحيى ابن آدم وغيرهم ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك أنظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها القرآن ثماني عشر ألف ختمه.
وتوفى في جماد الأولى سنة ثلاثة وتسعين ومائة.
 
حفص
هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي البزاز – نسبة لبيع البزأى الثياب، وكنيته أبو عمر، ولد سنة تسعين.
أخذ القراءة عرضا وتلقينا عن عاصم، وكان ربيبه – ابن زوجته – قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ بها. قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان.
وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجعاً على شعبة لضبط الحروف. وقال الذهبي: هو في القراءة ثقة ثبت ضابط. وقال ابن المنادي: قرأ على عاصم مراراً. وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم. وأقرأ الناس بها دهراً طويلاً، وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى على رضي الله عنه.
روى عن حفص أنه قال: قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة، فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبدالرحمن السلمي عن على رضي الله عنه وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
قال الإمام ابن مجاهد:" بين حفص وأبي بكر من الخلف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفاً في المشهور عنهما. وذكر حفص أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا في قوله تعالى في سورة الروم )الله الذي خلقكم من ضعف( الآية.
قرأ حفص لفظي ضعيف لفظ ضعفا في الآية يضم الضاد .
وقرأ عاصم بالفتح وروى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أناس كثيرون، منهم حسين بن محمد المروزي، وعمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، والفضل وتوفى سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحي
 
منهج عاصم في القراءة
1ـ يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله الوقف والسكت والوصل.
2ـ يقرأ المدين المتصل والمنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات.
3ـ يميل شعبة عنه ألف ) رمى( في )ولكن الله رمى( بالأنفال  وألف أعمى في موضعي الإسراء ) ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى( في المطففين وألف هار في)شفا جرف هار( في التوبة، ويميل حفص عنه الألف بعد الراء في )مجريها(.
4ـ يفتح من رواية شعبه ياء الإضافة في )من بعدى اسمه أحمد( في الصف ويسكنها من رواية شعبة أيضاً في )وأمى إلهين( في المائدة و )أجرى إلا( في جميع المواضع، و)وجهى لله( في آل عمران والأنعام.
و )بيتى(في )ولمن دخل بيتى( بنوح، )ولى دين( في الكافرون.
5ـ يحذف الياء الزائدة وصلا ووقفا من رواية شعبة في)فما آتان الله خير( في النمل.
6ـ يقرأ من رواية شعبة )من لدنه( بالكهف بإسكان الدال مع إشمامها، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها.
  
الإمام السادس حمزة الكوفي
ـــــــ
هو: حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي التميمي، وكنيته أبو عمارة، وهو الإمام الحبر شيخ القراء، وأحد الأئمة السبعة، ويعرف بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان([4]) ويجلبالجبن والجوز منها إلى الكوفة.
ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسن، فيحتمل أن يكون رآى بعضهم فيكون من التابعين.
قرأ على أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش وعلي أبى حمزة حمران بن أعين وعلى أبي إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي، وعلى محمد بن عبد الرحمن ابن أبى ليلى وعلى طلحة بن مصرف، وعلى أبي عبدالله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين على بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وقرأ الأعمش وطلحة على يحيى بن وثاب الأسدي.
وقرأ يحيى على أبي شبل علقمة بن قيس وعلي ابن أخيه الأسود بن يزيد بن قيس، وعلى زر بن حبيش، وعلى زيد بن وهب، وعلى عبيدة بن عمرو السلمان، وعلى مسروق بن الأجدع.
وقرأ حمران على أبي الأسود وعلى محمد الباقر، وعلى عبيد بن فضيلة.
وقرأ عبيد على علقمة، وقرأ أبو إسحاق على أبي عبدالرحمن السلمي وعلى زر بن حبيش، وعلى عاصم بن حمزة، وعلى الحارث بن عبدالله الهمذاني.
وقرأ عاصم والحارث على علي.
وقرأ ابن أبى ليلى على المنهال بن عمرو وغيره.
وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وقرأ علقمة والأسود وابن وهب ومسروق وعاصم بن حمزة والحارث أيضاً على عبدالله بن مسعود وقرأ جعفر الصادق على أبيه محمد الباقر وقرأ الباقر على أبيه زين العابدين وقرأ زين العابدين على سيد شباب أهل الجنة الحسين وقرأ الحسين على أبيه علي بن أبي طالب وقرأ علي وابن مسعود على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
قال المحقق في الطبقات: كان الأعمش يجود حرف ابن مسعود، وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي، وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف.
وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان، يعتبر حروف عبدالله ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان، وهذا كان اختيار حمزة.
كان حمزة إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم والأعمش، وكان ثقة حجة قيما بكتاب الله تعالى بصيرا بالفرائض، وعارفا بالعربية حافظا للحديث.
قال له أبو حنيفة يوما: شيئان غلبتنا فيهما لا ننازعك في واحد منهم القرآن والفرائض. وقال سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفاً من كتاب الله إلا بأثر.
وكان شيخه الأعمش إذا رآه مقبلاً يقول: هذا حبر القرآن. رءاه يوما مقبلاً فقال: وبشر المحسنين. وكان خاشعاً متضرعاً. مثلاً يحتذى في الصدق والورع. والعبادة والتنسك والزهد في الدنيا. لا يأخذ على تعليم القرآن أجراً، جاءه رجل قرأ عليه من مشاهير الكوفة فأعطاه جملة دراهم فردها إليه وقال له: أنا لا آخذ أجرا على القرآن. أرجو بذلك الفردوس. قال يحيى بن معين سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله تعالى يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة وقال جرير بن عبد الحميد: مرّ بي حمزة الزيات في يوم شديد الحر فعرضت عليه الماء ليشرب فأبى لأني كنت أقرأ عليه القرآن.
وروي عن حمزة أنه كان يقول لمن يبالغ في المد وتحقيق الهمز لا تفعل، أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص، وما كان فوق الجعودة فهو قطط ([5])وما كان فوق القراءةفليس بقراءة.
وروى عنه القراءة أناس لا يحصيهم العد، منهم إبراهيم بن أدهم، والحسين بن علي الجعفي، وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه. وسفيان الثوري وعلى بن حمزة الكسائي، وهو أجل أصحابه، ويحيى بن زياد الفراء ويحيى بن المبارك اليزيدي.
وتوفى سنة ست وخمسين ومائة بحلوان – مدينة في آخر سواد العراق عن ست وسبعين سنة.
وأشهر من روى قراءته خلف وخلاد وهاك ترجمتهما.
 
خلف
هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي البغدادي البزاز، وكنيته أبو محمد وهو أحد الرواة عن سليم عن حمزة. واختار لنفسه قراءة فكان أحد القراء العشر.
ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشر سنة.
أخذ القراءة عرضا عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن حماد عن حمزة، وعن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضل الضبي.
وروى الحروف عن إسحاق المسيبي وإسماعيل بن جعفر ويحيى بن آدم، وسمع من الكسائي الحروف ولم يقرأ عليه القرآن بل سمعه يقرأ القرآن إلى خاتمة فضبط ذلك عنه.
وكان ثقة كبيراً زاهداً عالماً عابداً روى عنه أنه قال: أشكل عليّ باب في النحو فأنفقت ثمانين ألف دهم حتى حفظته ووعيته.
وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أحمد بن إبراهيم وراقة، وأخوه إسحاق ابن إبراهيم وإبراهيم بن على القصار، وأحمد بن زيد الحلواني، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبوذ وغيرهم.
 قال ابن أشتة: كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفا في اختياره، وقد تتبع ابن الجزري اختياره فلم يره يخرج عن قراءة الكوفيين، بل ولا عن قراءة حمزة والكسائي وشعبة إلا في قوله تعالى )وحرام على قرية( بالأنبياء فقرأه كحفص.وتوفى خلف في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد.
 
خلاّد
هو خلاّد بن خالد الشيباني الصيرفي الكوفي وكنيته أبو عيسى، ولد سنة تسع عشر – وقيل سنة ثلاثين – ومائة.
أخذ القراءة عرضا عن سليم وهو من أضبط أصحابه وأجلهم.
وروى القراءة عن حسين بن على الجعفي عن أبي بكر، وعن أبي بكر نفسه عن عاصم وعن أبي جعفر محمد بن الحسن الرواسي.
وخلاّد إمام في القراءة ثقة عارف محقق أستاذ مجود ضابط متقن، وروى عنه القراءة عرضا أحمد بن يزيد الحلواني وإبراهيم بن علي القصار، وعلى ابن حسين الطبري وإبراهيم بن نصر الرازي، والقاسم بن يزيد الوزان وهو أنبل أصحابه. ومحمد بن الفضل، ومحمد بن سعيد البزاز، ومحمد بن شاذان الجوهري، وهو من أضبط أصحابه ومحمد بن عيسى الأصبهاني ومحمد بن الهيثم قاضي عكبرا وهو من أجل أصحابه.
وتوفى خلاد سنة عشرين ومائتين رحمة الله وأثابه.
 
 
منهج حمزة في القراءة
1-             يصل آخر كل سورة بأول تاليتها من غير بسملة بينهما.
2-             يضم الهاء وصلا ووقفا في الألفاظ الثلاثة: عليهم، وإليهم، لديهم.
3-             يسكن الهاء في: يؤده إليك، قوله )ما تولى ونصله جنهم( نؤته منها، فألقه إليهم.
4-             يقرأ بالإشباع في المدّين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات.
5-             يقرأ بالسكت على أَل وشيء ويقرأ من رواية خلف بالسكت على المفصول نحو )عذاب أليم(.
6-    يغير الهمز عند الوقف سواء كان في وسط الكلمة نحو يؤمنون، أم في آخرها نحو ينشئ على تفصيل في ذلك.
7-    يدغم من رواية خلف (ذال) (إذ) (في) (الدال) و (التاء)، ومن رواية خلاّد في جميع حروفها ما عدا الجيم، ويدغم من الروايتين (دال) قد في جميع حروفها،وتاء التأنيث في جميع حروفها، وبدغم لام (هل) في الثاء في )هل ثوب الكفار( في المطففين، وبدغم الباء المجزومة في الفاء نحو: )وإن تعجب فعجب(، وهذا من رواية خلاّد، ويدغم الدال في التاء في عذت، واتخذتم، فنبذتها، والثاء في التاء في أورثتموها، وفي لبث كيف رقع.
8-    يميل الألفاظ من ذوات الياء والألفات المرسومة ياء في المصاحف نحو : الهدى اشترى، النصارى، ويميل الألفاظ في خاب، خافوا، طاب، ضاقت، وحاق، زاغ، جاء، شاء، زاد، ويقلل الألفاظ الواقعة بين راءين ثانيتهما متطرفة مكسورة نحو )إن كتاب الأبرار(،)من الأشرار(.
9-     يسكن ياءات الإضافة في)قل لعبادي الذين آمنوا( بإبراهيم، و)ياعبادي الذين أسرفوا( بالزمر ونحو ذلك وقد حصرها العلماء.
10-         يثبت الياء الزائدة في )أتمدونن بمال( في النمل، )وبنا وتقبل دعاء( بإبراهيم.
  
الإمام السابع الكسائي الكوفي
ـــــ
هو علي بن حمزة بن عبدالله بن عثمان من ولد بَهْمَنَ بن فيروز مولى بنى أسد وهو من أهل الكوفة ثم استوطن بغداد. وكنيته أبو الحسن ولقبه الكسائي لقب به لأنه أحرم في كساء، وهو أحد القراء السبعة.
أخذ القراءة عرضا عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده، وعن محمد بن أبي ليلى وتقدم سنده، وعيسى بن عمر الهمذاني، وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش ( شعبة ) وعن إسماعيل بن جعفر وعن زائدة ابن قدامه وقرأ عيسى بن عمر بن عاصم وطلحة بن مصرف والأعمش وتقدم سندهم وكذلك أبو بكر بن عياش.
وقرأ إسماعيل بن جعفر على شيبة بن نصاح ونافع وتقدم سندهما.
وقرأ أيضاً إسماعيل على سليمان بن محمد بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان وسيأتي سندهما. وقرأ زائدة بن قدامه على الأعمش وتقدم سنده.
وكان الكسائي إمام الناس في القراءة في زمانه، وأعلمهم بها، وأضبطهم لها. وانتهت إليه رياسة الإقراء بالكوفة بعد الإمام حمزة.
قال أبو عبيد في كتاب القراءات: كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجية عن آثار من تقدم من الأئمة. وكان إمام الناس في القراءة في عصره.
وكان الناس يأخذون عنه ألفاظه بقراءته عليهم، وينقطون مصاحفهم من قراءته.
وقال إسماعيل جعفر المدني وهو كبار أصحاب نافع: ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي.
قال أبو بكر بن الأنباري: اجتمعت في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب، وأوجد الناس في القرآن، فكانوا يكثرون عنده فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ.
قال بعض العلماء: كان الكسائي إذا قرأ القرآن أو تكلم كأن ملكا ينطق على فيه.
وقال يحيى بن معين : ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي.
وروى عنه القراءة عرضا وسماعا أناس لا يحصى عددهم، منهم أحمد ابن جبير وأحمد بن منصور البغدادي وحفص بن عمر الدوري وأبو الحارث الليث ابن خالد وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وأبو عبيد القاسم بن سلام وقتيبة بن مهران والمغيرة بن شعيب ويحيى بن آدم وخلف بن هشام البزاز، وأبو حيوة شريح بن يزيد ويحيى بم يزيد الفراء وروى عنه الحروف يعقوب ابن إسحاق الحضرمي.
وكما كان الكسائي إماما في القراءات كان إماما في النحو واللغة، قال الفضيل بن شاذان: لما عرض الكسائي القراءة على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا إلى الخضر وقد علم اللغة.
وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. وقال غيره: انتهت إلى الكسائي طبقة القراءة واللغة والنحو والرياسة، وكان يؤدب ولدى الرشيد. الأمين والمأمون.
وفي تاريخ ابن كثير: أخذ الكسائي عن الخليل صناعة النحو فسأله يوما عمن أخذت هذا العلم فقال له الخليل من بوادي الحجاز، فرحل الكسائي إلى هناك فكتب عن العرب شيئاً كثيراً، ثم عاد إلى الخليل فوجده قد مات، وتصدر مكانه يونس، فجرت بينهما مناظرات أقرّ يونس للكسائي فيها بالفضل وأجلسه في موضعه.
وتوفى الكسائي على أصح الأقوال سنة تسع وثمانين ومائة عن سبعين سنة صحبه هارون الرشيدي بقرية ( رَنْبَوَيْهَ ) من أعمال الري، متوجهين إلى خراسان مات معه في المكان المذكور محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة.
فقال الرشيد: دفنا الفقه والنحو في الري في يوم واحد. وفي رواية أنه قال: اليوم دفنا الفقه والعربية.
ورأى بعض العلماء الكسائي في المنام فقال له ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي بالقرآن، فقال له ماذا فعل حمزة ، قال له ذاك في عليين. ما نراه إلا كما نرى الكوكب.
للكسائي مؤلفان في القراءات والنحو ذكر العلماء أسماءها ولكن لم نرها ولم نعرف شيئاً عنها، منها كتاب (معاني القرآن)، كتاب (القراءات) كتاب (النوادر)، كتاب ( النحو ) كتاب الهجاء، كتاب ( مقطوع القرآن وموصولة)، كتاب(المصادر)، كتاب(الحروف)، كتاب(الهاءات)، كتاب(أشعار) وأشهر من روى قراءته الليث بن خالد وحفص الدوري وهاك ترجمة الأول وقد سبق أن ترجم للثاني ص24
 
الليث
هو الليث بن خالد المروزى البغدادي وكنيته أبو الحارث.
عرض القراءة على الكسائي وهو من جلة أصحابه.
وروى الحروف عن حمزة بن القاسم الأحول وعن اليزيدي.
وهو ثقة حاذق ضابط للقراءة، محقق لها، قال أبو عمرو الداني كان الليث من جلة أصحاب الكسائي.
وروى عنه القراءة عرضا وسماعا سلمه بن عاصم صاحب الفراء، ومحمد ابن يحيى الكسائي الصغير، والفضل بن شاذان وغيرهم.
وتوفي سنة أربعين ومائتين.
وأما حفص الدوري فقد تقدم الكلام عليه في ترجمة أبي عمرو بن العلاء البصري، لأنه روى عنه وعن الكسائي. فلنكتف بذكره هناك عن ذكره هنا والله تعالى أعلم.
 
منهج الكسائي في القراءة
1-             يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة فيقف أو يسكت أو يصل.
2-             يوسط المدين المتصل والمنفصل بمقدار أربع حركات.
3-    يدغم (ذال إذ فيما) عدا الجيم. ويدغم دال (وقد، وتاء، التأني، ولام هل وبال) في حروف كل منها، ويدغم الباء في (إن نشأ نخسف بهم) في سبأ ويدغم من رواية الليث اللام المجزومة في الذال في يفعل ذلك حيث وقع هذا اللفظ، ويدغم الذال في التاء في عذب، فنبذتها ، اتخذتم ويدغم الثاء في التاء في (أورثتموها، لبثت، لبثتم).
4-              يميل ما يميله حمزة من الألفات ويزيد عليه إمالة بعض الألفاظ كما وضح في كتب القراءات.
5-             يميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو رحمة، والملائكة بشروط مخصوصة.
6-             يقف على التاءات المفتوحة نحو شجرت، بقيت، وجنت بالهاء.
7-             يسكن ياء الإضافة في (قل لعبادي الذين آمنوا) بإبراهيم. (يا عبادي الذين) بالعنكبوت، والزمر.
8-              يثبت الياء الزائدة في: (يوم يأت) في هود، (وما كنا نبغ) في الكهف في حال الوصل.
 
 
الإمام الثامن أبو جعفر المدني
ـــــ
هو: يزيد بن القعقاع المخزومي المدني وكنيته أبو جعفر. أحد القراء العشر، من التابعين، غرض القرآن على مولاه عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة وعبدالله بن عباس وأبي هريرة وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي بن كعب، وقرأ أبو هريرة وابن عباس أيضاً على زيد بن ثابت. وقيل إن أبا جعفر قرأ على زيد نفسه فقد صح أنه أتى به إلى أم سلمة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم-.
وكان أبو جعفر إمام أهل المدينة في القراءة مع كمال الثقة وتمام الضبط. قال الأصمعي: قال ابن زياد: لم يكن بالمدينة أحد أقرأ للسنة من أبي جعفر وكان يقدم في زمانه على عبدالرحمن بن هرمز الأعرج، وسمع في الحديث عمر بن الخطاب ومروان بن الحكم . وقال أبو عبدالرحمن النسائي. يزيد بن القعقاع ثقة، وقال الأمام مالك بن أنس: كان أبو جعفر القارئ رجلا صالحا يفتي الناس بالمدينة وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: صادق الحديث.
وروى ابن جماز عنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وهو صوم داود عليه السلام.
واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال: إنما فعلت ذلك لأروض به نفسي لي عبادة الله تعالى وروى عنه أنه كان يصلى في جوف الليل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل، ثم يدعو عقبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه، وقرأ بقراءته فبله وبعده. وقال سليمان بن مسلم شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة فجاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلساته فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم فقال شيبة – وكان ختنه إلى ابنة أبي جعفر– ألا أريكم عجبا قالوا بلى فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه هذا والله نور القرآن. وقال نافع: لما غسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن.
ورآه سليمان العمرة في المنام على الكعبة فقال له: أقرئ إخواني السلام، وأخبرهم أن الله – عز وجل – جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين. ورآه بعضهم في المنام على صورة حسنة فقال له: بشر أصحابي وكل من قرأ بقراءتي أن الله قد غفر لهم، وأجاب فيهم دعوتي، ومرهم أن يصلوا هذا الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا.
وروى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم، وعيسى بن وردان، وسليمان بن محمد ابن مسلم بن جماز، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم.
وتوفى أبو جعفر سنة ثلاثين ومائة على الأصح.
وأشهر رواته اثنان، عيسى بن وردان، وسليمان بن جماز.
وإليك ترجمة كل منهما.
 
ابن وردان
هو عيسى بن وردان المدني، وكنيته أبو الحارث، ويلقب بالحذاء. من قدماء أصحاب نافع، ومن أصحابه في القراءة على ابي جعفر. عرض القرآن على أبي جعفر وشيبة، ثم عرض على نافع.
قال الداني: هو من جلة أصحاب نافع وقدمائهم، وقد شاركه في الإسناد وهو إمام مقرئ حاذق، وراو محقق ضابط.
وعرض عليه القرآن إسماعيل بن جعفر وقالون، ومحمد بن عمر.
قال المحقق بن الجزري: وتوفى فيما أحسب في حدود الستين ومائة. انتهى.
 
ابن جماز
هو سليمان بن محمد بن مسلم بن جماز – بالجيم والزاى مع تشديد الميم– الزهري المدني، وكنيته أبو الربيع.
روى القراءة عرضا على أبي جعفر وشيبة، ثم عرض على نافع، وأقرأ بحرف أبي جعفر ونافع، ثم عرض عليه إسماعيل بن جعفر وقتيبة بن مهران وهو مقرئ جليل، ضابط نبيل، مقصود في قراءة نافع وأبي جعفر.
 قال ابن الجزري في الغاية: مات بعد السبعين ومائة فيما أحسب.
وقال في النشر: وتوفى يعيد سنة سبعين ومائة. انتهى غفر الله له.
 
منهج ابي جعفر في القراءة
1-             يقرأ بالبسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله الأوجه الثلاث المعروفة.
2-             يضم ميم الجمع ويصلها بواو إن كان بعدها حرف متحرك همزا كان أم غيره.
3-             يقرأ بإسكان الهاء في يؤده، ونصله، ونؤته، فألقه.
4-              يقرأ بقصر المنفصل وتوسيط المتصل بقدر أربع حركات.
5-    يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المتلاقيتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما سواء أكانت الهمزة مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة.
6-    يسهل الهمز الثانية من الهمزتين المتلاقيتين في كلمتين المتفقتين في الحركة أما المختلفتان فيها فيغير ثانيتهما كما يغيرها نافع وابن كثير وأبو عمرو.
7-              يبدل الهمز الساكن مطلقا سواء كان فاء للكلمة أو عينا أو لا مالها.
8-             يدغم الذال في التاء في أخذتم وبابه يدغم الثاء في التاء في لبث ولبثتم، والذال في التاء في عذت.
9-    يقرأ بإخفاء النون الساكنة والتنوين عند الخاء والغين من الغنة نحو من خير من غفور، عليم خبير، عزيز غفور.
10-        يقف على كلمت (أبت) بالهاء حيث وردت
11-        يفتح ما يفتحه قالون من ياءات الإضافة ويسكن ما يسكته منها إلا ما استثنى.
12-   يوافق قالون في إثبات بعض الياءات الزائدة – وصلا. ويوافق ورشا في إثبات بعضها. وينفرد بإثبات البعض الآخر كما هو مفصل في الكتب.
13-        يقرأ بضم تاء (للملائكة اسجدوا) في جميع المواضع.
14-   يسكت على كل حرف من حروف الهجاء الواقعة في أوائل السور مثل (الم) (كهيعص) سكتة لطيفة من غير تنفس.
15-        يقرأ (ونخرج له يوم القيامة كتابا) بالإسراء بالياء المضمومة في مكان النون المفتوحة، وبفتح الراء.
16-    يقرأ (ولا ينال أولو الفضل منكم) في النور بتاء مفتوحة بعد الياء وبعد التاء همزة مفتوحة مع فتح اللام وتشديدها.
17-         يقرأ (نسقيكم مما في بطونه) في المؤمنين والنحل بتاء مفتوحة مكان النون المضمومة.
18-        يقرأ (ولتصنع على عيني) بسكون اللام وجزم العين في: ولتصنع.
19-        يقرأ (أصطفى البنات) في الصافات بوصل الهمزة، ويبتدئ بها مكسورة.
20-         يقرأ (بنصب) في ص بضم النون والصاد.
 
 الإمام التاسع يعقوب الحضرمي البصري
ــــــ
هو يعقوب بن إسحاق بن يزيد بن عبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري وكنيته أبو محمد، أحد القراء العشرة.
أخذ القراءة عرضا على أبي المنذر سلام بن سليمان الطويل المزني، وعن شهاب شريفة وأبي يحيى، ومهدي بن ميمون، وأبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي. وقيل: إنه قرأ على أبي عمرو نفسه، وسمع الحروف من حمزة والكسائي. وقرأ سلام على عاصم الكوفي وعلى أبي عمرو وتقدم سندها، وقرأ سلام أيضاً على عاصم الجحدري البصري. وعلى يونس بن عبيد بن دينار البصري. وقرأ كل منهما على الحسن البصري، وتقدم سنده وقرأ الجحدري أيضاً على سليمان بن قتة التيمي البصري، وقرأ على عبدالله بن عباس وقرأ شهاب على أبي عبد الله هارون بن موسى الأعور النجوى، وعلى المعلي بن عيسى وقرأ هارون على عاصم الجحدري وأبي عمرو بسندها. وقرأ هارون أيضاً على عبد الله ابن أبي إسحاق الحضري، وهو أبو جد يعقوب، وقرأ على يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم بسندها وقرأ على أبي العالية الرياحي، وتقدم سنده، وقرأ أبو الأشهب على أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي، وقرأ أبو رجاء على أبي موسى الأشعري، وقرأ أبو موسى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال في النشر: وهذا سند في غاية من العلو والصحة.
وكان يعقوب أعلم الناس في زمانه بالقراءات، والعربية، والرواية، وكلام العرب، والفقه، انتهت إليه رياسة الإقراء بعد أبي عمرو، وكان إمام جامع البصرة سنين.
قال أبو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت بالحروف واختلاف القراءات ومذاهبها، وعللها ومذاهب النجاة وهو أروى الناس لحروف القرآن،وحديث الفقهاء، قال الحافظ أبو عمرو الداني وائتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو. فهم أو أكثرهم على مذهبه. قال الداني: وسمعت طاهر بن غلبون يقول: إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب.
ثم روى الداني عن شيخه الخاقاني عن محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني أنه قال: وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بالبصرة، وكذلك أدركناهم.
وكان يعقوب فاضلا تقيا. ورعا زاهدا، سرق رداؤه وهو في الصلاة ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة.
وروى عنه القراءة خلق كثير، منهم زيد ابن أخيه أحمد، وعمر السراج وأبو بشر القطان، ومسلم بن سفيان المفسر، ومحمد بن المتوكل المعروف برويس، وروح بن عبد المؤمن، وأبو حاتم السجستاني، وأيوب بن المتوكل وأحمد بن محمد الزجاج، وأحمد شاذان وأبو عمر الدوري، وروى عنه حرف أبي عمرو بن العلاء حمدان بن محمد الساحي، وحدث عنه أبو حفص القلاّس وأبوعلابة، ومحمد ابن عباد. قال أبي حاتم: سئل أبي وأحمد ابن حنبل عنه فقال كل منهما: صدوق. قال أبو الحسن بن المنادي: وفي أول كتاب الإيجاز والاقتصار في القراءات الثمان: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه وكان السجستاني أحد غلمانه.
ولبعضهم فيه:
أبوه من القـراء كان وجـده              ويعقوب في القراء كالكوكب الدري
تفرده محض الصواب ووجهه             فمن مثـله في وقتـه وإلى الحـشر
وله كتاب سماه (الجامع) جمع فيه عامة اختلاف وجوه القراءات، ونسب كل حرف إلى من قراء به وكتاب (وقف التمام) وكان يأخذ أصحابه بعد آي القرآن العزيز فإن أخطأ أحدهم في العد أقامه.
وتوفى سنة خمس ومائتين وله ثمان وثمانون سنة، ومات أبوه عن ثمان وثمانين سنة وكذلك جده جد أبيه. رحمهم الله أجمعين.
وأشهر رواته رويس وروح، وهاك ترجمتها.
 
 
رويس
وهو محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري، وكنيته أبو عبدالله، ولقبه رويس أخذ القراءة عن يعقوب الحضرمي، وهو من أحذق أصحابه. قال الزهري: سألت أبا حاتم عن رويس. هل قرأ على يعقوب ؟ قال نعم قرأ معناه، وختم عليه ختمات. وهو مقرئ حاذق، وإمام في القراءة ماهر. مشهور بالضبط والإتقان.
وروى عنه القراءة عرضا أناس كثيرون. منهم محمد بن هارون التمّار، وأبو عبدالله الزبير بن أحمد الزبيري الشافعي، وتوفى بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
 
روح
هو روح بن عبد المؤمن الهذلي البصري النحوي، وكنيته أبو الحسن عرض على يعقوب الحضرمي وهو من أجل أصحابه وأوثقهم، وروى الحروف عن أحمد بن موسى وعبد الله بن معاذ، وهما عن أبي عمرو البصري وروح مقرئ جليل ثقة مشهور ضابط روى عنه البخاري صحيحة. وعرض عليه القراءة الطيب بن حمدان القاضي، وأبو بكر محمد بن وهب الثقفي، ومحمد ابن الحسن بن زياد، وأحمد بن يزيد الحلواني، وعبدالله بن محمد الزعفراني ومسلم بن مسلمة، والحسن بن مسلم ورجال غيرهم.
وتوفى سنة أربع و خمس وثلاثين ومائتين.
 
منهج يعقوب في القراءة
1-             له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو من الأوجه.
2-             يقرأ من رواية رويس لفظ (الصراط) كيف وقع في القرآن معرفا أو منكرا بالسين.
3-    يقرأ بضم هاء كل ضمير جمع مذكر إذا وقعت بعد الياء الساكنة، نحو فيهم عليهم وبضم كل هاء ضمير جمع مؤنث إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو عليهن، فيهن وبضم كل هاء ضمير مثنى إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو فيهما. ويقرأ من رواية رويس بضم هاء الجمع إذا وقعت بعد ياء ساكنة ولكن حذفت الياء لعارض جزم أو بناء نحو أو لم يكلفهم، فاستفتهم.
4-    يقرأ بالإدغام كالسوسي في بعض الحروف المتماثلة نحو (والصاحب بالجنب) بالنساء (لا قبل لهم بها) بالنمل (أتمدونن بمال) بها.
5-    يقرأ من رواية رويس باختلاس هاء الكناية – أي بالنطق بالهاء مكسورة كسر كاملا من غير إشباع – في لفظ (بيده) حيث وقع.
6-              يقرأ بقصر المد المنفصل، وتوسط المد المتصل بقدر أربع حركات.
7-    يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمتين المتفقتين في الحركة أما المختلفتان فيها فيقرأ بتغيير ثانيتهما كما يقرأ أبو عمرو.
8-    يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمتين المتفقتين في الحركة أما المختلفتان فيها فيقرأ بتغيير ثانيتهما كما يقرأ أبو عمرو.
9-    يقف على هذه الألفاظ بهاء السكت: (فيم، عم، مم، لم، بم، وهو، وهي، عليهن، لدى، إلى، يا أسفى، يا حسرتي.
10-        يسكن بعض ياءات الإضافة. ويفتح بعضها .
11-   يثبت الياءات الزائدة في روءُوس الآي وصلا ووقفا نحو: تفضحون فلا تستعجلون كما يثبت غيرها مما لم يكن في رءوس الآي.
12-        يقرأ (إن القوة لله جميعا، وإن الله شديد العذاب) بكسر همزة إن في الموضوعين.
13-        يقرأ (يرفع درجات من يشاء) بالياء في يرفع ويشاء في موضع النون فيهما.
14-        يقرأ (فيسبوا الله عدوا) في الأنعام، بضم العين والدال وتشديد الواو المفتوحة.
15-   يقرأ (من قبل أن يقضى إليك وحيه) في طه، بالنون المفتوحة في موضع الياء المضمونة، مع كسر الضاد ونصب الياء في نقضى ونصب الياء في وجيه.
16-        يقرأ (وكلمة الله هيا العليا) في التوبة بنصب التاء.
الإمام العاشر خلف بن هشام البزاز البغدادي
ــــــــ
تقدمت ترجمته عقب ترجمة حمزة الزيات باعتباره راويا عن حمزة، فلنترجم هنا لرواية إسحاق وإدريس، لأنه هنا إمام نظرا لاختياره.
 
إسحاق
هو إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبدالله المروزي ثم البغدادي الوراق وكنيته أبو يعقوب وهو راوي خلف في اختياره قرأ على خلف اختياره، وقام به بعده.
وقرأ أيضاً على الوليد بن مسلم، وكان إسحاق قيما بالقراءة ثقة فيها، ضابطا لها وإن كان لا يعرف من القراءات إلا اختيار خلف.
وقرأ عليه ابنه محمد بن إسحاق، ومحمد بن عبدالله بن أبي عمر النقاش، والحسن بن عثمان البرصاطي، وعلى بن موسى الثقفي، وابن شنبوذ.
وتوفى سنة ست وثمانين ومائتين.
 
إدريس
هو إدريس بن عبدالكريم الحداد البغدادي وكنيته أبو الحسن.
قرأ على خلف البزاز روايته واختياره، وعلى محمد بن حبيب الشموني وهو إمام متقن، سئل عنه الدارقطني فقال: هو ثقة وفوق الثقة بدرجة.
روى عنه القراءة سماعا أحمد بن مجاهد، وعرضا أُناس كثيرون، منهم محمد بن أحمد بن شنبوذ، وموسى بن عبيد الله الخاقاني، ومحمد بن إسحاق البخاري، وأحمد بن بويان، وأبو بكر النقاش، والحسن بن سعيد المطوعي ومحمد ابن عبيد الله الرازي.
توفى يوم الأضحى سنة اثنتين وتسعين ومائتين عن ثلاث وتسعين سنة، والله أعلم.
منهج خلف في القراءة
 
1-             يصل آخر السورة بأول التالية من غير بسملة كحمزة.
2-             يقرأ بتوسط المدين المتصل والمنفصل.
3-    يقرأ بنقل حركة الهمزة إلى السين قبلها مع خلف الهمزة في لفظ فعل الأمر من السؤال حيث وقع وكيف ورد إذا قبل السين واو نحو: (واسألوا الله من فضله) أو فاء نحو: (فاسألوا أهل الذكر).
وعلى الجملة قراءته لا تخرج عن قراءة حمزة والكسائي في جميع القرآن إلا في قوله تعالى (وحرام على قرية) في الأنبياء، فإنه قرأ: وحرام كحفص.
 
******************
 
 
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين، وكان الفراغ من كتابة هذا المؤلف مساء يوم الأحد 3 من شهر صفر سنة ألف وثلاثمائة وتسعين 1390 من الهجرة الموافق 19 من إبريل سنة ألف وتسعمائة وسبعين 1970 من الميلاد.
 
([1]) في سوادهما زرقة.
([2])    نسبة إلى سوس مدينة بالأهواز
([3])    قال في القاموس الرقة بفتح الراء بلد على الفرات واسطة ديار ربيعة.وآخر غربي بغداد وجهة أسفل منها بفرسخ انتهى . فلعل السوسي نسب إلى شيء من هذا
([4]) بلد بالعراق.
([5])يقال: جعد الشعر جعودة إذا كان فيه التواء وتقبض فهو خلاف المسترسل، قط وقطط إذا كان شديد الجعودة مع القصر.

 

وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية - إدارة الدراسات الإسلامية